للإجابة عن استفسارتكم
+962780693117

اضطرابات النطق

اضطرابات النطق

     يتم الخلط غالبا عند الحديث عن طرق التواصل البشري بين مصطلحات الكلام والنطق واللغة . والحقيقة أن  لكل منها تعريفا  خاصا  تبعا  لوظيفته في التواصل البشري  , فالكلام

 هو الطريقة الشفهية للتواصل بين البشر . و يتكون الكلام من الأصوات الكلامية التي تجتمع معا" لتكوين مقاطع ثم كلمات , و عندما تجتمع هذه الكلمات معا" في جمل فإنها تدخل في نطاق اللغة (وبالتحديد اللغة التعبيرية ) .

 

     أما النطق فهو القدرة الجسدية على إصدار الأصوات الكلامية مفردة . و الكلام هو نطق هذه الأصوات معا" على شكل كلمات و جمل كما سبق و أشرنا  , و لكل لغة قواعدها في تجميع الأصوات الخاصة بها معا" لتشكيل كلمات مفهومة للناطقين بها  وتسمى  بالنظام الصوتي

(  PHONOLOGICAL SYSTEM) .

أما اللغة فهي نظام من الرموز المتفق عليها بين مجموعة من الناس كنظام للتواصل حتى تكون مفهومة من جميع الناطقين بتلك اللغة .

 

    و تقسم الأصوات الكلامية تبعا" للعديد من الطرق مثل طريقة إصدار الصوت و مكان النطق داخل الفم و دور اللسان و الشفتين و الأعضاء الداخلية للفم في ذلك .

    و يتم تعلم الأصوات بسماعها ثم تكرارها و تقليدها , و يعتقد بأن كل إنسان يولد و لديه استعداد خلقي لتعلم اللغة , مما يفسر أن الطفل يبدأ بإصدار العديد من الأصوات مبكرا" في

 حياته ( حتى أولئك الذين يعانون من مشاكل سمعية ) .  و تؤكد الدراسات بأن جميع الأطفال يصدرون وهم رضع جميع الأصوات سواء تلك الموجودة في لغاتهم أو غير الموجودة , و لكن يتم بالتقدم في العمر عملية " تفنيد " و ذلك عبر التغذية الراجعة ( أي ما يسمعه الطفل في بيئته ) فيستمر في إصدار الأصوات الموجودة و المقبولة و المستعملة في بيئته و لا يعود يصدر غيرها ( و ربما يعني هذا الاستعداد الخلقي لتعلم جميع  , أصوات لغات العالم مما يفسر كيفية إصدار الأشخاص لأصوات اللغات الأخرى التي يتعلمونها في مستقبل حياتهم حتى و لو لم تكن موجودة في لغتهم الأم ) .

    و يتبع معظم الأطفال – تبعا" لدراسات علمية تعنى بهذا المجال – يتبعون جدولا" تطوريا" لاكتساب الأصوات الكلامية و يكون هذا الجدول متبعا" غالبا" من معظم الأطفال بشكل تسلسلي مع مراعاة وجود فروق فردية .

و تختلف المشاكل النطقية التي يتعرض لها الأطفال و يختلف أثرها كذلك على وضوح كلام الطفل .و تكون الأخطاء غالبا" إما عدم القدرة على إصدار صوت أو أصوات معينة . أو إجراء ما يسمى بالعمليات الصوتية ( التي تؤثر على أكثر من صوت في الكلمة الواحدة غالبا" مثل حذف مقطع – صير بدل عصير – أو المماثلة – سياية بدل سيارة ) . وهذه العمليات يتبعها معظم الأطفال في معظم الأطفال في مرحلة الاكتساب كطريقة لتسهيل صعوبة الكلام عليهم , و لكنها تزول أيضا" تبعا" لجدول متوقع , فإذا استمرت بعد ذلك فهذا يعني أنها أصبحت مشكلة كلامية ينبغي التعامل معها .

 

ويتم تصنيف المشاكل الكلامية إلى وظيفية و عضوية . أما الوظيفية فتعني استمرار وجود مشاكل في نطق الطفل بعد السن المتوقع انتهاؤها فيه , مع عدم وجود مشاكل من شلل أو ضعف أو تشوه في أعضاء النطق ( اللسان – الأسنان – الشفتين – سقف الحلق – الحبال الصوتية – الحنجرة و العضلات المكونة لمنطقة الفم أو الأعصاب المزودة لها ) أو الحاسة السمعية أو القدرة العقلية للطفل .

 

أما إذا كان هناك شلل أو ضعف أو تشوه خلقي في هذه الأعضاء فيسمى الاضطراب النطقي عضويا" , أي أن السبب يعود إلى عدم قدرة العضو على تأدية وظيفته بالشكل المناسب . وهنا ينبغي اللجوء إلى استشارة الطبيب المختص ( مثل أطباء الأسنان و الأنف و الأذن و الأعصاب ) وذلك للتعاون بين أخصائي النطق و الطبيب لإيجاد السبيل الأمثل لتحسين قدرة الطفل على النطق .

التنبه للمشكلة :-

       ومن المهم التنبه للمشاكل النطقية مبكرا" و المسارعة باستشارة أخصائي النطق و اللغة لتحديد هل المشكلة وظيفية أو عضوية , و هل هي مجرد مشكلة نطقية مؤقتة أم أنها مؤشر لوجود مشكلة أو مشاكل أخرى عضوية , حيث أن التأخر بالكلام و المشاكل النطقية تكون غالبا" من أوائل العلامات على وجود مشاكل أخرى في التطور و النمو لدى الأطفال , بل إن هناك دراسات حديثة بدأت تشير إلى أنه حتى المشاكل النطقية الوظيفية ( أي التي لا ترتبط بسبب عضوي ) قد تكون مؤشرا" لوجود مشكلة صعوبة تعلم دراسية مستقبلا" عند الطفل , حيث أنه يعتقد بأن الطفل الذي يجد صعوبة في تعلم الأصوات الكلامية يكون لديه صعوبة في التعامل مع الصوت كرمز لغوي ,و بالتالي فإنه سوف يكون لديه في المستقبل صعوبات في التعامل مع الأحرف كرموز للغة المكتوبة .

المشاكل النطقية لدى الكبار :

قد تستمر لدى الشخص بعض  المشاكل النطقية لاعمار متأخرة  ( احيانا حتى  بعد سن المدرسة )  وقد  يعتقد البعض بأن هذه المشاكل لا يمكن حلها  وذلك  لعدة افتراضات  منها أن البعض يعتقد  بان هذه خلقة  ولذلك يصعب تغييرها  , في حين يعتقد البعض الاخر  بان العمر المتقدم  يمنع  من التحسن . وهذه  بالطبع اعتقادات خاطئة  , فكما سبق وذكرنا  فان المشاكل النطقية الوظيفية  وغير الناتجه  عن اسباب عضوية  يمكن أن تتحسن بشكل ملاحظ  مع التدريب  وذلك  لان  مايحدث هو تعود أعضاء النطق  على  اصدار الصوت الكلامي بطريقة معينة  ولفترة طويلة  نسبيا من الزمن  وعدم معرفة الشخص بالطريقة الصحيحة لاصدار هذا الصوت  أو  الأصوات ( اذا كانت  اكثر من صوت )  . ولكن هذا لايعني استحالة التخلص من هذه المشكلة   مع الاخذ بالاعتبار انها عادة تأخذ  وقتا اطول  في التدريب من الصغار  بسبب  طول الفترة التي امضاها الشخص في تحريك اعضاء النطق  بطريقة خاطئة كما  ذكرنا  والحاجة الى بعض الوقت للتعود  على الطريقة الصحيحة  لتعديلها . مع التأكيد  على اهمية  تعاون الشخص مع الاخصائي   لتحقيق افضل  النتائج  المرجوة.

الأكثر قراءة