للإجابة عن استفسارتكم
+962780693117

صياغة الأهداف السلوكية

صياغة الأهداف السلوكية

مقدمة :

إن من الأمور الهامة التي يجب على كل معلم / معلمة أن يلم بها هي الطرق الصحيحة لصياغة الأهداف السلوكية  لما لها من أثر فعال في أداء المعلم وهي عنصر هام في تقويم تقدم الطالب كما أن مراعاة مستويات التفكير الستة التي صنفها (بلوم) عند تحديد الأهداف السلوكية له الأثر الكبير في الارتقاء في العملية التعليمية عند الطلاب فأدراك المعلم لهذه الأمور يحفزه على أن يرتقي بمستوى الطلاب ولا يبقيهم عند مستوى العلم بالشيء فحسب فأحياناً يكون الهم الأول للمعلم أن يحشو أدمغة التلاميذ بمعلومات ويبذل قصارى جهده أن يحفظ تلاميذه هذه المعلومات ويتجاهل تماماً أن يعينهم على توظيف هذه المعلومات في حياتهم اليومية ويكون عاجزاً على أن يكسبهم مهارات تتناسب مع مستوى تفكيرهم .

تعريف الهدف السلوكي :

ما هو الهدف السلوكي ؟

هو السلوك المتوقع حدوثه من التلميذ/ة بعد حصوله على خبرات تعليمية يتعرض لها من خلال حصة واحدة أو أكثر

ولقد عرف (تايلور) الأهداف السلوكية بأنها "أنواع التغيرات في السلوك التي تسعى مؤسسة تربوية كالمدرسة إلى إحداثها في سلوك التلاميذ (تايلور ، 1982 م ، ص16)

و (ميجر ) عرفه أنه مقصد يعبر عنه بعبارة تصف تغيراً مقترحاً نريد أن نحدثه بالتلميذ ، وهو عبارة تصف ما سيكون عليه المتعلم عندما ينهي بنجاح خبرة تعليمية ، كما أنه وصف لنمط من السلوك أو الاداء يُؤمل أن يكون المتعلم قادراً على إظهاره (ميجر ، 1967 ، ص11)

أما سالم فيعرف الهدف السلوكي بأنه"الناتج التعليمي المتوقع من التلميذ بعد عملية التدريس ويمكن أن يلاحظه المعلم ويقيسه (سالم ، 1998 ، ص105)

وبناءاً على التعريفات السابقة للأهداف السلوكية يمكن تعريف الهدف السلوكي بأنه عبارة مصاغة بشكل دقيق وواضح لتصف التغير المتوقع حدوثه في سلوك المتعلم بعد مروره بخبرة تعليمية جديدة مع امكانية ملاحظته وقياسه .

أهمية تحديد الاهداف السلوكية :

1_ صياغة الهدف السلوكي يساعد على صياغة أسئلة التقويم بعد أن يتم تحويل الفعل المضارع إلى صيغة الأمر

2_ سهولة إعداد الاختبارات الدورية والنهائية للطلاب

3_ استخدام الأهداف السلوكية يؤصل التعليم ويبعد المعلم عن الارتجالية والعشوائية التي تقلل من فعالية التعلم

4_ يزيد من إنتاجية المعلم

5_ يساعد المعلم على تفحصه لحاجات الطلاب ومحاولة تحديد ما يناسبهم مما يؤدي إلى تطوير محتوى المادة الدراسية

6_ تنوع الهدف يساعد المعلم على مراعاة الفروق الفردية مما يؤدي إلى شعور الطلاب بإشباع حاجاتها

الشروط الواجب توفرها في صياغة الأهداف السلوكية :

هناك أربع شروط رئيسية لصياغة الأهداف كما حددها أحمد أبو العباس وهي

1_ أن يكون الهدف واضحاً تماماً للمعلم وللمتعلم

2_ أن يكون الهدف واقعياً يمكن قياس مدى تحقيقه

3_ أن يكون الهدف مناسباً لنمو التلاميذ ونضجهم

4_ أن يكون الهدف محدداً بمعنى ألا يتداخل مع هدف آخر

وقد أضاف رجاء أبو علام الشروط التالية :

1_ أن تكون الأهداف التعليمية منسجمة مع الأهداف العامة للمرحلة التعليمية

2_ أن يحتوي الهدف على الفكرة العامة فقط

3_ أن يمثل الهدف ناتجاً مباشراً مقصوداً للخبرة التعليمية (4 ، ص70 73)

من الأهمية بمكان أن نذكر أنه يجب عند البدء بصياغة الهدف أن نبدأ بفعل مضارع يعبر عن السلوك الذي سوف يحدث عند الطالب وأن يذكر ناتج التعلم وليس عملية التعلم ذاتها بمعنى أن يصف الهدف الفعل الذي سيؤديه  المتعلم ولا يصف نشاط المعلم أو أفعال المعلم ، وكذلك يجب أن تكون الأهداف واقعية وملائمة للزمن المتاح للتدريس وقدرات وخصائص الطلاب

الأخطاء الشائعة في صياغة الأهداف :

يذكر جرونلند أن هناك ستة أخطاء شائعة يقع فيها  بعض المعلمين عند صياغة الأهداف وقد حاولت أن أضيف لها بدوري بعض الأمثلة من اللغة العربية والدراسات الإسلامية والقرءان الكريم.

1_ وصف عملية التعلم بدلا من ناتج التعلم

مثال: (أ )    زيادة كفاءة التلميذ على استخدام اللغة العربية لطرح سؤال عن مكان السكن

       (ب)  أن يوجه التلميذ سؤال لزميله يستوضح عن مكان سكنه.

مثال : العبارة الثانية تعبر عما يحقق التلميذ من نتائج بعد حصوله على خبرات التعلم

2_ وصف نشاط المعلم بدلاً من ناتج التعلم وسلوك التلميذ

مثال : أن تزداد قدرة التلميذ على قراءة القرءان بطلاقة

     هذا الهدف يعطي انطباعا أن المعلم سيعمل على زيادة قدرة التلميذ وليس التلميذ الذي سوف أن يتعلم

 والهدف الصحيح :أن يقرأ التلميذ القرءان قراءة صحيحة خالية من الأخطاء

3_ تحديد موضوعات التعلم بدلاً من ناتج التعلم

مثال : تعليم خطوات الوضوء .

والهدف الصحيح هنا يجب أن يكون : أن يعدد التلميذ خطوات الوضوء بالترتيب .

4_ وجود أكثر من ناتج للتعلم في عبارة الهدف

مثال : أن يذكر الطالب أيام الأسبوع باللغة العربية ويطبقها في مواقف مختلفة .

والهدف الصحيح هو (أ) أن يعدد التلميذ أيام الأسبوع باللغة العربية 

  ( ب) أن يذكر التلميذ ما هو اليوم

5_  استخدام بعض العبارات التي لا تتناسب مع  صياغة الأهداف

مثال :

 1_ أن يكون لدى الطالب القدرة على تحليل الكلمة إلى حروفها الاصلية

والصحيح :أن يحلل الطالب الكلمة إلى حروفها الاصلية

2_ أن يتمكن الطالب من تكوين جملة مفيدة بإعادة ترتيب كلمات مبعثرة

والصحيح :أن يعيد الطالب كتابة كلمات مبعثرة لتكوين جملة مفيدة

6_ استخدام أفعال غير قابلة للقياس

مثال :

أن يفهم التلميذ ، أن يعرف التلميذ ، أن يدرك التلميذ

خطوات صياغة الأهداف التعليمية :

إذا أراد أي معلم أن يحدد أو يصوغ أهداف سلوكية فعليه أن يجيب على السؤالين التاليين

1_ ماذا أريد من تلميذي أن يفعل بعد تدريسي للدرس أو الوحدة التعليمية

2_ كيف يتم لي ما أريد وكيف أتأكد من تحقيقه (تحديد الانشطه والوسائل التعليمية المعينة على تحقيق الهدف فالهدف يجب أن يحتوي على : أن + فعل سلوكي قابل للقياس + التلميذ + مصطلح من المادة + حد أدنى للأداء

تصنيف الأهداف التعليمية :

قسم (بلوم) الأهداف التعليمية إلى ثلاثة مجالات رئيسية

1_ المجال المعرفي

يهتم بالجانب العلمي / الفكري للمادة وتطوير القدرات والمهارات الذهنية ويحتوي هذا المجال على ستة مستويات تبدأ بالقدرات العقلية البسيطة وتنتهي بالمستويات الاكثر تعقيداً .

2_ المجال الوجداني

يشمل هذا المجال الاهداف التي تهتم بالمشاعر والانفعالات والميول والاتجهات وله خمسة مستويات مختلفة هي : التقبل ، الاستجابة ، التقييم ، التنظيم ، التكامل .

3_ المجال النفس حركي (المهاري)

هذا المجال يشبه الاهداف التي تهتم بتنمية المهارات اليدوية والحركية

احببت أن أركز هنا على المجال المعرفي لما له من أهمية من وجهة نظري في مساعدة المعلم/ة على الارتقاء بالتلاميذ ومحاولة توصيلهم إلى أعلى مستويات المعرفة وتوظيف ما يتعلمونه في حياتهم العملية اليومية .

مستويات المجال المعرفي هي :

1-     المعرفة : هي القدرة على تذكر واسترجاع وتكرار المعلومات دون تغيير يذكر ، يتضمن هذا المستوى معرفة التفاصيل والحقائق والعموميات ويشكل هذا المستوى القاعدة العريضة للهدف المعرفي .

2-    الفهم : هو قدرة التلميذ على تفسير أو إعادة صياغة المعلومات التي حصلها في مستوى المعرفة بلغته الخاصة ويعتبر هذا المستوى أدنى درجات الفهم ، يسمى هذا المستوى بالاستيعاب .

3-    التطبيق : قدرة التلميذ على استخدام أو تطبيق المعلومات والنظريات والقوانين التي تم تعلمها في مواقع جديدة وبشكل صحيح ، أن فعالية عملية التعلم تظهر من خلال ما يتعلمه التلميذ .

4-    التحليل : القدرة على تفكيك المادة العلمية إلى أجزائها المختلفة وإدراك ما بينها من علاقات مما يساعد على بنيتها وتركيزها

5-    التركيب : قدرة الطالب على جمع عناصر أو أجزاء لتكوين نمط متكامل أو تركيب غير موجود أصلاً .

6-    التقويم : القدرة على إعطاء أو اصدار حكم حول قيمة الافكار أو الاعمال وفق معايير محددة ، لا يشكل التقويم قمة الهرم في المجال المعرفي فقط ولكنه حلقة وصل بين المجال المعرفي والمجال الانفعالي .

ملاحظة :

أ- سيتم ذكر بعض الافعال التي يمكن للمدرس أن يستخدمها مع كل مستوى من المستويات لتعينه على صياغة الهدف المناسب ولكن ليس معنى هذا أن الفعل يمكن استخدامه في مستوى واحد فقط يستخدم المدرس هذا الفعل في مستوى آخر وهذا يرجع إلى أسلوب كتابة العبارة ذكر (جرونلند) مثالاً لأهداف تبدأ بالفعل يتعرف وهي على مستويات مختلفة :

أن يتعرف التلميذ على التعريف السليم لمعنى الإدغام (مستوى التذكر)

أن يتعرف التلميذ على آيات قرانية تحتوي على إدغام (مستوى فهم)

أن يتعرف التلميذ على الاستخدام السليم لقاعدة الإدغام (مستوى تطبيق)

ب- يجب على المعلم الأخذ بعين الاعتبار أنه أذا كان لديه هدف مثلا في مستوى التطبيق فأن الطالب لا يمكن أن يحقق ذلك الهدف إلا إذا حقق المستويات التي قبل أي يحقق مستوى التذكر والفهم في خبرةٍ ما ثم ينتقل إلى تطبيقها

 

     * ملاحظة هامة: واضح من تصنيف بلوم وزملائه للمجال المعرفي أن المعيار في التدرج الذي استخدم فيه هو درجة تعقيد العمليات العقلية، فالمستويات الدنيا (التذكر) لا تتطلب إلا قدراً يسيراً من الفهم، أو المعالجة الذهنية، بينما المستويات العليا (التحليل – التركيب – التقويم) تتطلب أعلى درجات الفهم والقدرة على مناقشة الأفكار وتحليلها، والحكم عليها .

    

تصنيف بلوم- المستوى في المجال المعرفي

بعض الأفعال التي يمكن استخدامها في صياغة الأهداف

لكل مستوى من مستويات التفكير

المستوى

أفعال مناسبة

أمثلة

المعرفة

يذكر، يسمي، يتلو، يحدد، يتعرف على، يصف، يعدد

أن يعدد التلميذ أسماء الصحابة المبشرين بالجنة.

الفهم

يُعبّر بلغته الخاصة عن، يوضّح، يفسّر، يناقش، يصيغ بأسلوبه، يعيد ترتيب، يستنبط، يستنتج، يلخّص

أن يلخص التلميذ معنى القصيدة بأسلوبه الخاص.

التطبيق

يطبق، يستخدم، يعلل، يحسب، يوضح ,يعرّف كيف: يطبق، يربط، يعطي أمثلة، يمثل، يختار، يطور ينظم، يشغل، يوظف، يستخدم، يعيد بناء، يحل، يرسم.

 

أن يطبق التلميذ المد العارض للسكون أثناء التلاوة.

التحليل

يصنّف، يميز، يحدد عناصر، يتعرف على خصائص، يستخلص، يحلل، يقارن، يدقق، يحسب، يستخلص، يفرّق، يفحص، يختبر، يحقق في، ينقد...

 

أن يقارن التلميذ بين الجملة الاسمية والجملة الفعلية.

التركيب

يجمع، ينسق، يؤلف، يكتب، يولّد، يروي، ينتج، يملي، ينص، يصوغ، يعدل، يصمم، يقترح، يشتق

 

أن يكتب التلميذ قصة قصيرة .

التقويم

يصدر حكماً على، ينقد، يناقش بالحجة، يقوّم، يقدّر قيمة، يبين التناقض، يدعم بالحجة، يبرر.

 

أن يعطي المتعلم رأيه في أنواع الأطعمة التي يتناولها من حيث أهميتها لجسم الإنسان.

 

أفعال يجب  على المعلم أن يتجنب استخدامها عند صياغته للأهداف: يعرف، يفهم، يتعلم،يدرك، وذلك لأن هذه الأفعال لا تقاس .

 

ملخص

 

تعتبر  الأهداف  نقطة البداية لأي عمل والإعداد الجيد للدرس اليومي يقتضي أن تكون له أهداف سلوكية محددة واضحة وهذا يستدعي أن يكون المعلم/ة على دراية بصياغة هذه الأهداف

ومراعاة  مستويات التفكير المعرفية الستة  عند صياغة هذه الأهداف مما يساعده/ها على الارتقاء بالتلاميذ ومحاولة توصيلهم إلى مستوى معرفي عالي يعينهم على توظيف ما يحصلون عليه من معرفة في حياتهم اليومية.

الأكثر قراءة